3 شقيقات يقهرن البطالة بصناعة مستلزمات المواليداستفدن من الديكور والفن التشكيلي وأسسن مشروعاً لإنتاج غرف الأطفالسلوى تتوسط أختيها مريم وعائشة الكاف
جدة: نسرين نجم الدين بعد أن أعيت البطالة طموحاتهن، ويأسن من شهادات جامعية بدون وظيفة تستثمر تلك الشهادات، انطلقت كل واحدة منهن في اتجاه، تحاول صنع مستقبل مشرق بعيدا عن الشهادة، فعملت إحداهن على إثراء مستقبلها بعالم الفن التشكيلي، وأخرى في عالم فن الديكور، والثالثة في عالم قريب من هذا وذاك، وهو عالم الألوان.
ولكن قصة النجاح الحقيقية للأخوات الثلاث السعوديات سلوى، مريم، وعائشة الكاف، بدأت عندما وحدن إمكانياتهم الإبداعية، وتضامن بالاستفادة من تخصصهن الأكاديمي في الفن التشكيلي والديكور، في إنتاج مشروع متخصص في أثاث غرف الأطفال وزينة غرفة الولادة في المستشفى، ومع اكتشافهن لظاهرة مجتمعية تتوسع قاعدتها باستمرار، تمثلت في زينة غرفة الولادة في المستشفى، مع كماليات توافق الفرح بقدوم الحياة الجديدة في الأسرة، وبقرار ثلاثي من الأخوات عملن على إيجاد حلول عملية ومبتكرة لاحتياجات الأم وطفلها في نطاق غرفة الطفل، حيث بدأت تنسج الأخوات الكاف حكاية فرح لاستقبال المولود الجديد، بعمل فني مبتكر مصنع يدويا بجهد يقتصر على الفتيات الثلاث، بداية من زينة غرف الولادة في المستشفى، إلى مفارش سرير الأم وسرير المولود، إلى هدايا زوار ضيف الأسرة الجديد، وعندما يعود الجميع للمنزل مع المولود الجديد، سيكون كل شيء في انتظاره وفي انتظار والدته لمرحلة جديدة رائعة من حياة الأسرة.
عن بداية قصة قهر البطالة تقول مصممة الديكور والرئيس التنفيذي لمؤسسة (Pure Craft) سلوى الكاف: "لم أقبل وأخواتي بعد تخرجنا من الجامعة أن تكون البطالة عائقا أمام حياتنا، ولم نيأس من تلك الأبواب التي أقفلت أمام وجوهنا للحصول على وظيفة مناسبة، وتداركنا سنوات عمرنا بأعمال يدوية وفنية تتناسب ومواهبنا الفنية، وعملنا على حاجة السوق في زينة غرفة الولادة في المستشفى، ولكننا كنا نعمل على تطوير أدواتنا وأفكارنا باستمرار، وعندما حملت بطفلتي الصغيرة لم أجد في الأسواق ما يناسب طموحاتي، فطفلتي مميزة في نظري، وتستحق تجهيزات مميزة وبيئة جميلة، وهي غرفة نومها".
وأضافت سلوى: "قررت وبحكم تخصصي أن أصمم لها بنفسي غرفة إبداعية ليس لها مثيل، وعملت وأخواتي بأيدينا لتنفيذ التصميم، وأحب الجميع هذه الغرفة وتمنوا أن يحصل أطفالهم على فكرة مميزة لغرفة النوم، ولكن الانطلاقة الحقيقية دائما ما تأتي عندما تكتشف احتياج السوق للمنتج، وهذا ما حدث، حتى انطلقنا في المرحلة الثانية، وهي تطوير إنتاجنا ليتضمن المفروشات وديكورات غرف نوم الأطفال".
من جهتها تقول عائشة الكاف الأخت الثانية والفنانة التشكيلية المتخصصة في رسومات غرف الأطفال: إن "الألوان هي المسرح الكبير لإبداع الطفل، ولذلك تعتمد فكرة غرف الأطفال على الرسومات التي تحاكي روح الطفل، وتكمل بعضها بعضا في كل قطعة من الغرفة، حتى تكون فكرة متكاملة يعيشها الطفل، على الجدران، والمفروشات، ومفارش السرر، وحتى الستائر، والإضاءات".
وأضافت: أن "ما نتميز به، أن كل العمل المصنعي والفني والإبداعي في التصميم، ينفذ يدويا بجهدنا نحن الأخوات الثلاث فقط، وتتطور الأفكار مع تطور عمر الطفل، وتتحول غرفة الرضيع إلى غرفة طفل أكبر، باستخدام ذات الأثاث والاكسسوارات، ولكن مع تطوير يتواءم وطبيعة احتياجات الطفل الأكبر سنا، وبحسب رغبته هو في هذا العمر".
وأشارت عائشة إلى أنهن يعملن على صنع حلم الطفل الجديد وشخصيته الجديدة التي يقررها باختياره، في بيئة متكاملة يحمل كل جزء فيها نفس الروح، فمن سبايدر مان، إلى سندريلا، إلى كارز، إلى رسومات الطبيعة.
أما الفنانة التشكيلية مريم الكاف الأخت الثالثة فتشير إلى اعتزازها بدعم الأسر السعودية لمنتجات السعوديات، داعية الأخريات إلى توخي الجودة في الإنتاج باعتبار أنها المدخل لدائرة الانتشار الواسعة.
تقول مريم: "الطفل هو عالمنا، ولذلك تعمل كل واحدة منا في اتجاه يناسب قدراتها ودراستها في أعمال منافسة في السوق، ورغم أن كل ما هو موجود في السوق عبارة عن أعمال حرفية بحتة، غالبا ما تكون مستوردة من الخارج، إلا أن اقتناع الناس بأهمية دعم امرأة سعودية مكافحة، تعمل باحترافية لتطوير إمكانياتها، هو ما يميز مجتمعنا، وتجد أن الأسرة تفضل أن تقتني غرفة أو دولابا أو قطعة أثاث، صممتها ونفذتها فتاة سعودية، خصوصا وإن كانت تتميز بالجودة والمتانة، ولذلك في كل مرة تكتسب الحرفية السعودية عملاء لمنتجاتها.
ونصحت المصممة السعودية بأن تعمل بكل جهد حتى تكسب عملاءها للأبد، فهي بذلك ستكسب العميل أسرته، وكل من أبدى في الإنتاج رأيا حسنا، وهذه هي الدائرة الأسرع توسعا في انتشار منتجاتها.