اقتصاد امرأة سعودية
أروى جادي
أغمضت عيني ورسوت على شاطئ ذكرياتي فسمعت همسا بالأمس كنت أسمعه ورأيت بصيصا من ضوء خافت ودفء بـليال طوال شاهدتها زمنا.
وتبسمت بثغرها العذب تحكي لنا قصة وتبدأ بصلاة على قمر التمام المصطفى محمد - صلى الله علية وسلم -, ونحن نلتف حولها شوقا وحبا ودفء كلنا آذان صاغية لقصة جدتي التي طالما تشوقنا لسماعها كثيرا،
وهي تحكي عن بطولات امرأة عربية عاشت أزمانا بعيدة وتكبدت مصاعب عديدة وعقبات جمة رغم ذلك تحملت وثابرت ونالت شرف المكانة فكانت للصبر عنوانا وللحلم راية وللحكمة نبراسا وللعطاء وساما فخطت خطوات واثقة صامدة ببراعة وحكمة حكمت نساء عربيات صنعن من تاريخ الأمة "أمة إسلامية عريقة " وابتدأت الحكاية وما زلنا نسير ونحكي ومعنا سوالف أجدادنا من ماضينا إلى حاضرنا نمشي في الطرقات ونحمل بين طيات أمتعتنا قيما وعادات وأعرافا وميراث أمة بكاملها حتى نقف على بوابة التاريخ من جديد ونطرق أبوابها ونطرق ونطرق ونطرق طرقا مدويا فنرى هنا تقف امرأة سعودية وبدأت الحكاية.
تعد المرأة ببساطتها وعفويتها مديرة مالية لبراعتها ومقدرتها الفطرية لصنع قرارات الشراء والقرارات المالية على مستوى ميزانية الأسرة والتخطيط بتوزيع الدخل على المصروفات والمستحقات والمدخرات لتوفير احتياجات المعيشة وتلبية طلبات أفراد العائلة وبطبيعة مكانتها في الأسرة تجد من مسؤوليتها إيجاد الحلول والأساليب المبتكرة لتوزيع الدخل بطريقة تستوفي الاحتياجات دون ظهور عجز في الميزانية ومن ربة الأسرة وتخطيطها البسيط إلى سيدات الأعمال وانخراطهن بحكم إدارة أملاكهن في مجال الاقتصاد والتجارة، حيث تملك سيدات الأعمال السعوديات نحو 20 ألف شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة، وتبلغ نسبة استثمارات النساء نحو 21 في المائة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص في المملكة، وإجمالي عدد السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات أعمال نحو 43 ألف سجل في مختلف مناطق المملكة.
وتمتلك سيدات الأعمال السعوديات أكثر من 45 مليار ريال بنسبة 75 في المائة من مدخرات المصارف السعودية، ويبلغ حجم الاستثمارات النسائية نحو ثمانية مليارات ريال، وتبلغ قيمة الاستثمارات العقارية باسم السعوديات نحو 120 مليار ريال، وأن 20 في المائة من السجلات التجارية في السعودية بأسماء نساء، وتستثمر أموالهن في جميع المجالات العقارية والأسهم، التي كانت حكرا على الرجال سابقا.
كما أثارت المرأة السعودية اهتماما كبيرا في العالم ولقبت"ملكة العالم" حيث توصلت دراسة أجراها مركز ستارش البريطاني للأبحاث العالمية واعتبرت ثالث أجمل نساء العالم لاحتفاظها برقتها وجمالها وأنوثتها رغم انخراطها في مجال العمل ومواكبتها لدور الأزياء واحتفاظها بحجابها واعتزازها به وأصبحت نجمة النجوم وحديث الإعلام ومتداولي الصحف العالمية والقنوات الفضائية وفي خضم هذه الأحداث هنا بعضهم يخشى عليها الانخراط في ذلك وأن تقع في مغريات العصر وتفقد تميزها وشعبيتها فحفاظا عليها أطلقت العنان للكثير للقيام بأدوار مختلفة للحفاظ على كينونة المرأة لتقف المرأة بين إدارة أملاكها ومغريات العصر وجذب الإعلام العالمي لها ومعتقدات بعضهم بدلا من أخذ زمام الأمور بواقعية واستلهام الحلول من ميراث الأمة الإسلامية للتوازن في مقتضيات الحياة والحفاظ على ثروة حقيقية يراها العالم ويصفق لها إعجابا وتضج به سوالف إعلام وصحافة الغرب ربما لاكتشاف ثروة حقيقية والعالم معتاد من قبل وجود مثل هذه الثروات في منطقتنا العربية ولتكن امرأة سعودية ويحقق هو في أحقية الاكتشاف وبراءة الاختراع ولديه طبعا حقوق ملكية تحفظ اكتشافاته وقوانين تحميه ويتسابق معنا إلى بوابة التاريخ لتفتح له ونحن نقف من جديد لتكن هي تلك نهاية البداية لسوالف وحكايات عربية.