اصبري واحتسبي

اصبري واحتسبي

هدى السالم

لن أتحدث عن النساء المظلومات في مجتمعنا، ولن أتطرق لظلم ذوي القربى من الأولياء الذين جعلوا من وصايتهم سجونا ومعاقل ..

ولن أبكي على تصرفات بعض القضاة في التعامل مع قضايا المرأة التي تقف وهي ترتعد أمام أصواتهم المرتفعة وأسلوبهم القامع المستخف بتظلمها وشكواها !!( لهم العذر حتماً لأن قضية أخرى لجناية وابتزاز سبقت طرح قضيتها بثوان معدودة ..!!)

ولن أصاب بالإحباط من الأعداد المتزايدة من النساء في عالم الأمراض النفسية والتي غالباً ما يقف خلفها رجل ظالم جعل من القوامة فرصة عظيمة للبطش والتجبر منحهما له مجتمع يطغى عرفه على دينه وقناعاته ، لم يكلف نفسه (أقصد المجتمع) جهد الفهم والتغيير ..

لن يرتفع ضغطي من مأساة المعلقات لسنوات واللاتي يناضلن من أجل فراق رجل كرهن الحياة معه ويمضين أعمارهن لإقناع القضاء والمجتمع والأقارب والتاريخ والماضي والحاضر بأنهن على صواب في قرارهن ..!!

لن أتألم من هدر مال المرأة ووقتها وصحتها على الطرق والشوارع ذهاباً وإياباً كل بضعة أسابيع لمراجعة المحاكم وعودتها بخفي حنين إما لعدم حضور الخصم أو لغياب القاضي أو لتأجيل القضية لإجراء بسيط سهل كان من الممكن انجازه في أروقة المحاكم أبسطها عدم إمكانية تصوير ورقة ...!!!

من المضحك المبكي في هذا الجانب تحديداً إحداهن تراجع في المحكمة الكبرى منذ أكثر من عام للحصول على النفقة والحضانة وفي كل مرة يسألها القاضي عن (صك الطلاق ، آخر قرار قضائي صدر من بين يديه ، بطاقة العائلة ....) فتقدم له صورا من كل ورقة مطلوبة .. يحتفظ القاضي بالأوراق في ملف ثم يكرر نفس الطلبات في كل مرة فقررت صاحبة الدعوى تصوير مائة صورة من كل ورقة استعداداً لتقديمها في كل جلسة .. أين تذهب تلك الأوراق المكررة ...؟؟!!

لن أصاب بالكآبة من وضع مطلقة تنتظر حضانة أبنائها الذين يعيشون تحت رحمة أب ظالم أو متعاطٍ أو مريض نفسياً لحين صدور القرار بأحقيتها في الحضانة .. هذا الحين يمتد شهورا وسنوات في ظل قلة عدد القضاة مقارنة بعدد القضايا ...!! كيف حال صغارها خلال تلك الفترة ؟؟

تسربت تلك المواضيع خلال سطوري دون قصد مني في طرحها ..

ما أود طرحه حقيقة هو التعليق على رأي بعض القضاة بعد أن تطلب المرأة الانفصال عن زوجها بصرف النظر عن الأسباب "لأنها حتماً معاناة نسبية لا تعني سوى صاحبها " ذلك الرأي المميت لبعض أصحاب القرار داخل أو خارج المحاكم

" اصبري واحتسبي"..!!

لحظة قبل أن يعلو التهكم أحكامكم التي اشتهرنا كعرب بسرعة صدورها ...

من وجهة نظري الشخصية أن صبر الشخص على حال تضره وهو قادر على تغييرها أو الخلاص منها .. هو استسلام وانهزام وضعف وليس صبراً.

الصبر يأتي مع الأقدار التي لا نستطيع تغييرها أو الفرار منها من موت وحياة ومرض ....

المرأة أو لنقل الشخص المتضرر أياً كان هو أمام خيارين إما الصبر على حد نصيحة بعضهم وبالتالي الإحساس داخله بالقهر والغبن ولأننا بشر سيكون الدعاء على الظالم مستمرا سرا وعلانية وبذلك أوصلنا ذلك الظالم إلى طريق الهلاك وسلمنا أنفسنا للمرض النفسي والعضوي ..

وإما أن نرفض الوضع ونوقف الهدر من شرايين العمر وبالطبع قد نتعرض لغضب الخصم وبعض إيذائه المؤقت ولكن صاحب المعاناة سيسامح ويعفو لأنه نجا بحقه في الاختيار وبذلك ننجو من اضطهاد أرواحنا ونوصل الخصم لبر الأمان بسبب عفونا عنه الذي كان من أسبابه البعد عنه ..

مجرد وجهة نظر تستند إلى أن المؤمن القوي عند الله خير من المؤمن الضعيف .

صج ليه اصبري واحتسبي ؟؟؟ وكأن المرأة ناقصة اهليه ولايمكن تعتمد على نفسها بعض الناس ينظر للمرأة انها اذا تركت هذا الرجل بتضيع .. عجبي .. ؟؟؟ تفكير غلط 100%
صحيح ان الاطفال راح يتأثرون لكن اذا حصل تفاهم بينهم بعيد عن الانتقامات وهذا تفكير الناس الراقية طبعا وليس الهمج .. الحياة بتمشي عدل وبدون اي معاناة لجميع الاطراف .. والله بيعوض ويرزق كل واحد فيهم بخير من الثاني .. المرأة الان لديها شهادات وصارت واعية اكثر من قبل وتقدر تشتغل وتعول نفسها واللي معاها يعني مو مجبورة تصبر على وضع لايرحم ..