جلناآار مؤسس المنتدى
علم الدولة : مزاجي اليوم : عدد المساهمات : 178 نقاط : 5637 السٌّمعَة : 24 تاريخ التسجيل : 06/04/2010 الموقع : في قلب المنتدى
| موضوع: 100 في المئة الإثنين أبريل 26, 2010 1:52 pm | |
| 100 في المئة
سوزان المشهدي أعلم ان هناك نساء لا يرتحن في التعامل مع الرجل لأنهن تربين في بيئة ترى ان التحدث أو التعامل مع الرجل الغريب (ينطوي على ألف شبهة وشبهة) حتى لو كان طبيباً أو ممرضاً.
وأعلم أن بعض الرجال يرفض أن تتعامل زوجته أو ابنته أو حتى والدته مع الرجال لأنه يرى أن الشبهات قائمة حتى ولو كان التعامل المحترم له هدف محترم وراق لانجاز مهمة ما أو لغيره.
الحياة تغيرت، ونحن حتى ولو أنكر الكثيرون نتعامل مع بعضنا البعض في كل يوم وفي كل ساعة، فالقاضي الذي ينظر في قضايانا رجل، والذي يكتب لنا عريضة الدعوى رجل... والسائق الذي يوصلنا لأعمالنا رجل، والبائع في المحال المكتظة بالنساء رجل، والمحاسب في السوبر ماركت رجل، ومعظم النساء يتسوقن بمفردهن.. والسنترال الذي يرد علينا رجل... والشرطي رجل، ورجل الهيئة رجل، والنجار رجل والسباك رجل. والباعة في حلقة الخضار أو حلقة السمك رجل.
تذكرت كل ما سبق وأنا أحاول أن أفهم جدوى انشاء مستشفيات خاصة 100 في المئة للنساء، ربما بعض النساء يملن إلى ذلك خصوصاً في المستشفيات الخاصة بالتوليد وغيره وهذا من حقهن بالطبع، ولكن أن «نضع معيار العادات والتقاليد الذي يرى ان التعامل الطبيعي المحترم والراقي والهادف بين الجنسين ينطوي على مخاطر كثيرة» فهذا الذي استوقفني كثيراً. وجال في خاطري الندوة الأخيرة التي تعبت من البحث عن أسباب الطلاق ونتائجه وكيفيه الحد منه والتي لم تتطرق للسبب الرئيسي والذي ما زلنا نرفض الحديث عنه وهو طريقه الزواج المبنية دائماً على المجهول وتطرق الحديث عن الواجبات والحقوق التي يجب على كلا الزوجين معرفتها، ولم يتطرق للحق الأهم وهو حرية الاختيار المكفول شرعاً للمرأة والرجل على حد سواء... فإذا كانت معظم مشكلات الزوجات تنحصر في انسلاخ الزوج الكامل من الحياة الأسرية واهتمامه بالأصدقاء والغوص والصيد والبلوت والبشكة وخلافه عن البقاء في عش الزوجية ساعات قليلة والتي غالباً ما تكون للتزود بالغذاء والملابس النظيفة والنوم لساعات قليلة ليعاود تحليقه خارج سرب الأسرة مرة أخرى ليصبح وجوده مع الأيام «رمزياً» بمثابة الغائب الحاضر.
وإذا كنا نعاني من الزوجين إذا ما سألتهما عن مدى معرفتهما بأذواق بعضهما البعض أو توجهاتهما فقد تفاجأ بأن الزوج قد لا يعلم مثلاً أن زوجته «نباتية» ولا يعلم ان البنغ لا يناسبها وان فصيلة دمها نادرة.. وإذا سألت الزوجة عن زوجها وعن ألوانه المفضلة وعن فريقه الكروي المفضل وعن اسم الجامعة التي تخرج منها وفي أي عام فقد يفاجئك الرد.. وإذا كنا نعاني ان الزوجة تتردد كثيراً على صديقاتها ولديها نزوع دائم إلى أسرتها «الذي يثير دائماً حفيظة الزوج» فيجب أن نتوقف... لنسأل لماذا؟
الأسرة السعودية اليوم بين مطرقتين الانفتاح على الحياة بصورة سلسة وبسيطة و«محترمة» أو الانغلاق التام على الذات والتركيز فقط على فصل المجتمع كعالمين مختلفين «عالم نسائي خالص وعالم رجالي خالص».
الأسرة السعودية اليوم تعاني من أزمة مشاركة والتي لا تتم فقط داخل الجدران الأربعة انما المشاركة في كل شيء والذي لا يأتي إلا من خلال التعايش اليومي «الخارجي والداخلي» لأفراد الأسرة والتي أهمها على الإطلاق المشاركة في الأزمات والذهاب معاً إلى الطبيب أو الطبيبة وحضور ولادة الأطفال التي تخلق رحمة في قلب الرجل تجاه زوجته.. وتطعيم الأطفال واختيار ملابسهما معاً وحضور مجالس الآباء والأمهات والتي أتمنى يوماً أن نجرؤ على أن نسميها مجالس الأسرة. نحن نركز فقط على الفصل التام والكامل لمجتمع «مختلط شاء أم أبى» وهو لا يدري! عوضاً عن العمل على زرع ثقافة محترمة وواعية «نقلل فيها من المخاطر المتوقعة للصدمات الحضارية ومن السلوكيات السيئة» لنكتفي بأسلوب النعامة الذي أثبت فشله الذريع في ظل التقنيات الحديثة!
السؤال الملح الذي لا يغادرني هو: أليس هناك توجه قريب لإنشاء شوارع خاصة للنساء وشوارع خاصة بالرجال على شكل جسر معلق احدهما وردي كالمواليد للنساء والآخر أزرق للرجال؟! والسؤال الأكثر أهمية أليس هناك توجه لإنشاء مطارات خاصة للرجال وأخرى للنساء؟! وتخيلت أسرة سعودية قررت أن تسافر إلى الخارج من مطارين مختلفين لركوب طائرتين مختلفتين للوصول إلى بلد واحد... «يلتئم فيه الشمل» كالعادة.
| |
|