مأوى النساء

مأوى النساء

خالد السهيل
قضايا النساء اللواتي يتعرضن للتعنيف أو الطرد تشرع نوافذ التفكير في مصيرهن، إذا ذهبت إحداهن إلى دور الرعاية دون أن تكون على ذمة قضية، فلن تجد الباب مفتوحا لاستيعابها، فالدور فيها ما يكفيها.

في حوادث متتالية رصدتها الصحافة، كانت ثمة نساء يلجأن للنوم في الشارع. ورزان التي نشرت مجلة «رؤى» الأسبوع الماضي قصتها تعرضت لانتهاك عفتها من والدها المدمن على المخدرات، وبعد أن واجهت ما واجهته من عناء قررت الهرب، خاصة أنها عندما اشتكت والدها فوجئت بأن هناك من يعيد تسليمها إليه.

تنام رزان في الشارع، وقبلها كانت فاطمة تنام في شوارع مكة لبضعة أشهر، بسبب خلاف عائلي، وبادر أحد العاملين في هيئة حقوق الإنسان بمهاتفتي وأعطاني توضيحات عن موضوع فاطمة، وجهود الهيئة فيما يخص قضيتها،

لكنني هنا أتمنى أن نتجاوز الحلول الفردية وأرجو أن تلجأ هيئة حقوق الإنسان إلى إقناع أهل الخير بإنشاء دور خاصة لإيواء النساء اللواتي يتعرضن للعنف أو القهر سواء من أب أو أم أو أخ أو زوج.

وحتى إشعار آخر يبدو أن خيارات النساء المعنفات تبقى محصورة في البقاء في الشارع أو البحث عن جمعية خيرية تتعاطف مع حالاتهن، وحتى هذا الأمر محفوف بتحديات طالما أن هناك من يرى أن استمرار ولاية الأسرة على الفتاة لازم حتى وإن كانت هذه الأسرة هشة ويعاني رب الأسرة حالة الإدمان تدعوه إلى اللجوء لاغتصاب ابنته - والعياذ بالله.

وجود دور الإيواء المؤقت والدائم هو الحل الأنسب، خاصة مع وجود حالات من الشذوذ والأمراض النفسية التي تجعل خيارات المرأة ضعيفة للغاية. قضيتا فاطمة ورزان ليستا فريدتين.

من المؤكد أن أهل الخير لن يتركوا مثل هذه الحالات. لكن المطلوب عمل مؤسس بشكل واضح، بحيث تعرف المرأة أن لها مأوى إن جار عليها شخص لئيم.