واستجاب الأمير لصراخ فتاة تبوك

واستجاب الأمير لصراخ فتاة تبوك

حليمة المظفر
كما وعد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز ، أمير منطقة تبوك، بجدية وحزم؛ بأن صرخة الفتاة التي قبض عليها منتسبون من الهيئة واحتجزوها لديهم .. لن تذهب هباء، أوفى الأمير فهد بوعده. أمس نشرت "عكاظ "خلال متابعتها للقضية أولى شرارات الحقيقة التي حاول مدير الهيئة في منطقة تبوك تكذيبها خلال تصريحاته الصحفية التي قرأناها، فقد وجهت هيئة التحقيق في تبوك تهمة الاعتداء بالضرب لرجال من الهيئة على الفتاة العشرينية التي احتجزوها داخل المركز؛ وهو ما أثبته تقرير طبي وشهادة المصلين ـ جزاهم الله خيرا ـ ، سبب إنقاذها بعد الله تعالى.

والسؤال المشروع: لماذا دائما يحاول مسؤولو الهيئة الدفاع في كل الحوادث التي يتسبب فيها أفراد من جهازهم والتغطية على أخطائهم خلال تصريحاتهم للصحف مما يؤدي إلى ظلم ضحايا هذه الأخطاء!؟ و ينبغي أن يدركوا أن خطأ هؤلاء الأفراد في أداء واجباتهم لا يعني خطأ الهيئة !! ومن باب أولى بدلا من التغطية والدفاع الملاحظ دائما من قبلهم في كل حادثة يتسبب فيها منتسبون لجهازهم؛ أن يكونوا أول المطالبين بمحاسبتهم ومحاكمتهم لو ثبت خطؤهم في حق المواطنين والمقيمين؛ تحقيقا لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو مسؤولية هذا الجهاز المؤتمن على الناس!!

وخبر الأمس؛ أفاد بأن الفتاة لم تكن هاربة؛ وإنما قدمت من جدة لرؤية ابنها؛ وخلال عودتها لم تجد أمامها سوى رجل مع أطفاله توسمت فيه خيرا كي ينقلها إلى محطة النقل الجماعي؛ لكن وبسبب مرض الشك والريبة في كل امرأة وحيدة على الطريق؛ قام الرجل بتبليغ رجال الهيئة عنها؛ وربما طمعا في مكافأة مالية حصل عليها بعد تعاونه معهم في استدراجها للقبض عليها؛ وبشكل عشوائي ودون دليل بزعم هروبها من أهلها!!

ولهذا أضع سؤالي هنا على طاولة التحقيق في هذه القضية: بعد كل ما فعله المتهمون؛ هل الاعتداء بالضرب فقط هو التهمة الوحيدة التي تُوجه لهم ؟! أم إن تهمة أخرى ينبغي توجيهها لهم؛ وهي إساءة استغلال سلطة عملهم في استدراج الفتاة وسحبها بالقوة دون دليل ملموس ؟! فذلك في ظني أكثر بشاعة؛ وله الكثير من التأثير الاجتماعي السلبي والنفسي المؤلم والمخيف على فتاة كانت تمشي في أمان الله تعالى ليسحبها فجأة أربعة رجال إلى سيارتهم ! ولا أظن حسن النية بأنهم اجتهدوا فأخطؤوا؛ تبريرا يمكن قبوله لتجاهل هذه التهمة !! فهذا يعني أن موظفي الهيئة من حقهم أن يسحبوا أي امرأة أو رجل من الطريق؛ لمجرد الظن السيئ !! وأخشى ما أخشاه أن نسمع استغاثة أخرى لفتاة لا ذنب لها سوى أنها من جنس (المرأة ) والتي عليها في مجتمع لا يسمح لها بقيادة السيارة ولا يؤمن بأهليتها إلا بمحرم ولو كان مجرما؛ أن تدفع ضريبة مشيها وحيدة على الطريق بسحبها والاعتداء عليها لمجرد أنها محل اتهام في أخلاقها... فقط لأنها امرأة!.

حفظ الله لنا أمير تبوك وجميع الامراء ووفقهم لمافيه خير البلاد والعباد ..

الله ينصر كل مظلوم ويهيء له من يقف معه وياريت كل امراء المناطق ان يقفوا مع كل مكلوم او مظلوم

» أكاديمية الأمير نايف للأمن الوطني